مسلح روسي ترك غابات سيبيريا، وصار يضع قدم على قدم، ويد على صمامات حقل الشرارة، أو حقل المرارة، ويقول لليبيين: “بلطوا الصحراء الكبرى”.
تمنيت في غير مرة أن يكون ذلك كابوسا، بسبب اضطرابات النوم.
تمنيت في غير مرة أن يكون ذلك كميرا خفية، بسبب اضطرابات اليقظة.
للأسف لا أحد صحّانا من النوم، ولا أحد قال لنا: “معكم برنامج الكميرا الخفية”.
قصة كوميديا سوداء، غريبة جدا، قلبتها على اليسار وقلبتها اليمين، ولكن ظلت عسيرة الهضم على رأسي.
فكيف يتحول بترولنا، أكل عيشنا، رزق أطفالنا، إلى ورقة تفاوضية في يد سيرجي لافروف وزير الخارجي الروسي، ينغص بها على الدول الغربية؟
دعونا من كل صراعاتنا، وكل اشتباكاتنا، وكل مركباتنا، وكل الاخطاء، وكل الخطايا.
دعونا من البرلمان، ومجلس الدولة، والرئيسي، وحكومة الثني المزمنة، والحرب، والمحاور، والحوارات.
فهل يعقل، وهل يقبل، وهل يسمع حتى، أن يجيء روسي من اخر الدنيا، ليضع حذاء قرب اعناقنا، وأخر فوق أرزاقنا.
ماذا لو ذهبت فاغنر، وأغلقت معامل الفسفات في تونس، أو حتى حظيرة دواجن في الجزائر، وليس أكبر حقل نفط في ليبيا؟
والشيء الذي تستدعيه ذاكرتي ما قاله نزار قباني ذات مرارة: “حتى كلاب الحي لم تنبح ولم تطلق على الزاني رصاصة بندقية”!
اين اهلانا في الجنوب؟ أين المئات المحملين على حرس المنشآت النفطية؟ أين “إيماجغن” .. “تماشق” رجالنا الاحرار الطوارق؟
إلى متى نظل تحت التنمويم المغنوسياسي، وقد وصلت المأساة إلى حلوقنا؟
مشاكل ومختنقات الاقتصاد الليبي
Views: 2,342