…رغم الفوضى
“Voice Energy” نشر موقع
الأسابيع الماضية تقرير حول عمل شركة إيني الإيطالية في ليبيا و الصعوبات التي تواجهها وذلك من خلال سرد واجهت الموظفين والعاملين بالشركة حيث أشارت الصحيفة إلى أحداث سنة 2011 التي ذكر فيها موظفي الشركة أنهم “لعبوا كرة القدم و شاهدوا الأفلام رغم أحداث العنف وتزايد عدد القتلى ” ولكن في الواقع وحسب وصف أحد مهندسي شركة إيني السابق “أحمد الشيخي ” الذي عاد بعد خمسة أشهر إلى منزله من مجمع مليتة للنفط و الغاز في غرب ليبيا حيث قال “لقد شعرت كما لو كنت في بلد اَخر”
ن اخـتـبـار هــذه الـحـرب الـتـى أطاحت بالنظام وسببت في الحرب الأهلية وتهدد بالانقسام وتعطيل أسواق الطاقة العالمية سمحت بخلق فــراغ يمكن أن يسمح لتنظيم الدولة وجماعات الاتجار الإجرامي بزعزعة استقرار جيران ليبيا بما في ذلك أوروبا. حـيـث يـشـيـر الـتـقـريـر إلـــى أن شـركـة ً بـدأت إيـنـي تحملت أعـبـاء 42 عـامـا منذ “انقلاب 1969 “وحتى 2011 والسنوات التي تلتها مما يؤكد قدرة العملاق الإيطالي على الازدهار ، حيث أن القدرة على البقاء ضرورية رغم كل هذه التغيرات في بلد يهيمن على صناعة ً النفط على مدى ستة عقود وهي أيضا أكبر مصدر للبترول. فــي أبــريــل 2019 قـامـت إيـنـي التي ً لها بإجلاء موظفيها تتخذ من روما مقرا الإيطاليين بعد بـدء الحرب في جنوب العاصمة ، ولا يزال بضع مئات من موظفي إيني المحليين يعملون في البلاد وحوالي عشرة من المدراء التنفيذيين يسافرون داخل البلاد وخارجها لأجراء الاجتماعات ً يميلون إلى قضاء ما لا يزيد و أحيانا ً عن ليلة في العاصمة ، وفقا لأشخاص مطلعين على الشركة. حيث قال ” كلاوديو ديسكالي ” الرئيس التنفيذي للشركة في يونيو: “نحن مستمرون في الإنتاج وهناك قضايا مرفوعة في طرابلس و لكن هذه القضايا استمرت لمدة 10 سنوات” وفي الشهر التالي التقى ” كلاوديو ” برئيس المجلس الـرئـاسـي فـي حكومة الوفاق وأكـد التزام بـلاده وشركته التام بالبقاء في البلاد ، حيث أن الشركة التي تمثل 45 ٪ من إنتاج الغاز والنفط الليبي رفضت التعليق أو الرد بخصوص هــذه التصريحات عند الاتــصـال بهذه القصة.
مجمع مليته يزود إيطاليا بـ 10 مليارات متر ً مكعب من الغاز سنويا
ورغم محاولة الإبقاء على البنية التحتية للنفط في ليبيا سالمة بعد تعطل صادرات النفط ولكن سعت جميع الأطــراف إلى تجنب إتــلاف المنشآت، حيث تعتبر ليبيا أكبر بلد لديه احتياطيات نفطية في إفريقيا ومصدر لأكثر من 95 % من عائدات التصدير قبل 2011. وقـد كانت هناك احتجاجات وهجمات على خطوط الأنابيب وقتال حول المنشآت الرئيسية ، مما أدى إلى اضطرابات شديدة ، حيث تدير المؤسسة الوطنية للنفط كل الحقول المنتجة و خطوط الأنابيب التي توصل الإنتاج إلى محطات التصدير. أمـا مجمع مليته للنفط والـغـاز الـذي يقع في زوارة يعتبر “عملية مشتركة مع المؤسسة الوطنية للنفط ” ويزود إيطاليا بـ 8-10 مليارات متر مكعب من الغاز كل عام عبر خط أنابيب “جرينستريم ” التى هي خارج منطقة نفوذها حيث يذكر أن هناك محاولات للحصول على الأرض المقام عليها المشروع. وقد عارضت إيطاليا في البداية التدخل الـذي أدى إلى الإطاحة بالقذافي حيث قالت رومـا إنها تريد تجنب المقارنات مـع حكمها الاستعماري فـي السنوات 1911-1943 ً ولكنها تراجعت لاحقا عندما تم اختيارها لقيادة الناتو وعندما انقسمت الـبـلاد فـي عــام 2014 بين إدارتين متنافستين ، أختارت أيطاليا أن تدعم حكومة الوفاق الوطني في الغرب .
إيني الأقل حذراً من حيث التعامل مع الأزمات المتثالية في ليبيا
أن الأمور قد تتغير ، حيث التقى رئيس الوزراء جوزيبي كونتي مع فائز السراج في روما في سبتمبر وتمت مناقشة القضايا المهمة بما في ذلك الهجرة ، وهو موضوع ً مهيمن فـي السياسة الإيطالية ووفقا لمسؤول حكومي طلب عدم ذكر اسمه قال ” إن إيطاليا ستسعى للحوار مع القوى ً الأخرى بسبب الأزمة والتى تتطلب حلا ً سياسي ً ا وليس حلا ً عسكريا” وقد قال فارفيلي ” أن مايحدث هو فقط لحماية مصالح شركة إينى ، حيث تمت السيطرة على بعض الآبـار في الجنوب وهذا أدى إلى مشاكل ومعوقات لم ترها الحكومة الإيطالية من قبل” أن الحقيقة التى تراها شركة إيني ” هي ِ أن الفصائل المتحاربة في ليبيا لم تبد أي اهتمام حقيقي باتفاق السلام ، وقد تفاقمت المواجهة بدعم من كلا الطرفين من دول أخرى ولكن إذا كانت أي شركة أجنبية تعرف كيفية التنقل في شبكة المصالح المعقدة فهي إيني بالطبع ” ومن بين جميع الشركات الدولية في ليبيا بما في ذلك شركة الطاقة النرويجية ” Equinor و Spain of Repsol و France of Total و .K.U Eni – BP “ كانت شركة أيني الأقل ً ً ويعزى ذلك جزئيا إلى أنها تعرف حذرا ً البلد جيداعلى حد تعبير أحد المحللين الليبيين . وقد واصلت أيني بناء وجودها، ففي العام الماضي أصبحت أول شركة أجنبية تعود إلى عمليات التنقيب عن النفط ، حيث وقعت اتفاقية مع المؤسسة الوطنية للنفط وشركة BP ، حيث تمثل ليبيا بالفعل 15 ٪ من الإنتاج العالمي ” بمعنى أن كل ستة براميل من مضخات النفط والغاز لشركة إيني في جميع أنحاء ً العالم تأتي من ليبيا فعليا