د. مالك بوشهيوة
ليس هكذا تسوس الناس وتدار الدولة يارئيس حكومة الوحدة الوطنية : حديتكم مع عمداء البلديات يوم الاربعاء 7/يوليو/2021 ، وما جاء فيه من لغة تتجاوز القانون وأخلاقيات التعامل بين الدولة واجهزتها ، كل ذلك فُهم من الأغلبية من الليبيين بأنه اجتماع لرشوه العمداء لخدمة مصالحكم الشخصية وليس له علاقة بالمصالح الوطنيه العليا ، بل ذهب البعض تفسير ماقلته هو سعي منكم لافساد هؤلاء العمداء ، وتعميم الفساد وشرعنته في المعاملات في ليبيا ، في الوقت الذي كان الليبيون يتوقعون منكم محاربة الفساد وتفعيل الرقابة الماليه والأداريه والمحاسبة والمساءلة من أجل وطن خالي من الفساد والمفسدين .
السيد رئيس الحكومة، اسمح لي أن أقول لكم أن هذه السياسة لن تدعم شرعية وجودكم ، شرعية وجودكم لايدعمها الا إنجاز ماعهدتم به الليبيين في يوم تنصيبكم لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية المتمثلة في إعادة سيادة الوطن والكرامة للمواطن ، وتوحيد مؤسسات السياسية والأجهزة الأداريه ، وحل مشكلة السيولة ، وتحسين الخدمات وحل مشكلة الكهرباء ، وتوحيد الجيش الليبي وإعادة بنائه وفقا لعقيدة عسكريه تتركز على حماية الوطن والدفاع عنه والمساهمة في دعم الأستقرار ، وبناء المؤسسة الأمنيه بكل اجهزتها للحفاظ على المواطن وأمنه وانفاذ القانون ، وإخراج المرتزقه والجنود الأجانب من كل ليبيا ،وقفل القواعد العسكرية لأعادة السيادة للوطن ، إلى غير ذلك مما جاء في يوم تنصيبكم لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية .
ان ماقمتم به وماقلته في اجتماعكم مع عمداء البلديات لن يدعم شرعية وجودكم واستمراريتكم ، فالتاريخ علمنا أن افساد الناس ، وتفشي الفساد في العديد من الدول ، كان عامل حاكما في إسقاط قياداتها و شخوصها .
اخيراً ، وبالرغم من كل ذلك ، الليبيون مازالوا ينتظرون منكم العمل الجاد لتحقيق حقهم في اختيار من يحكمهم ومن يشرع لهم في انتخابات حرة ونزيهة في24 ديسمبر ، نجاحكم في المساهمة في تحقيق هذا الحق سيرفع من مكانتكم في هذا الوطن ،وسيخلدكم التاريخ.