رغم دعم الكهرباء وهدر البترول عليها لكن الأزمة مستمرة

مَــقالْ / عبدالحكيم التليب

اكثر من 200 الف برميل بترول يتم حرقها يوميا لتوليد الكهرباء الذي يتم هدره على الفلاشات التي تشع في عز القايلة، وهناك من يقول ان الرقم هو 400 الف برميل يوميا، والله اعلم، وهذا من غير مصاريف شركة الكهرباء الحكومية الاخرى التي تقدر بالمليارات التي يتم هدرها من اجل المحافظة على استمرار تقاليد (الكهرباء المفلوتة) التي تتميز وتتفرد بها الجماهيرية الليبية العظمى من بين جميع دول هذه الارض.
.
الاية الكريمة تقول بوضوح مباشر لا يقبل درة من الشك “إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ”، ولكن القران الكريم للتبرك والتباهي بحفظه والفوز في مسابقات تجويده، اما التأمل فيه والعمل به واتباع تعاليمه فيبدو أنه امر ثانوي لا أهمية له بالنسبة الى الكثيرين، وهذا قد يفسر ان الهدر والتبذير قد تم ايصاله حتى الى بعض بيوت الله التي تشع فيها عشرات المصابيح في عز القايلة وتزمجر المكيفات بينما الابواب والنوافذ مفتوحة على مصرعيها!
.
قيمة الـ 200 الف يرميل من البترول الذي يتم حرقه يوميا لتوليد الكهرباء التي يتم هدر اكثرها حسب سعر السوق الحالي تتجاوز 20 مليون دولار يوميا، او حوالي 100 مليون دينار ليبي يوميا، وبالامكان توفير نصف هذا المبلغ المهدور بشكل فوري عن طريق وضح حد لظاهرة (الكهرباء المفلوتة)، اما النصف الاخر فأن بالامكان توفيره في خلال فترة زمنية قصيرة لا ينبغي ان تتجاوز السنتان عن طريق الانتقال الى مصادر الكهرباء المتجددة التي تتوفر في هذا البلد بالمجان وبكميات لا محدودة وتحت ظروف مثالية تثير حسد الاخرين،، وتنتهي بذلك ازمة الكهرباء الى الابد ويتم توفير المليارات المهدورة التي يمكن استخدامها لتسديد فواتير العلاج في تونس..
.
هذا كله ممكن في الظروف العادية الطبيعية، والصيغ والوسائل والتقنيات متاحة ومتوفرة ومعروفة، ولكن الظروف السائدة في هذا البلد ليست عادية ولا طبيعية مع وجود شعب لا يبدو اصلا أنه يبحث عن حلول لمشاكله المُصطنعة والمُضحكة والمثيرة للشفقة بل يبدو احيانا انه يستمتع بالعبث والبهدلة والضياع!
.
المسئول الاول والرئيسي عن ظاهرة (الكهرباء المفلوتة) هو الجهات الحكومية الرسمية التي تقوم بتخصيص المليارات المهدورة والضائعة لشركة الكهرباء الحكومية المترهلة والكسيحة،، اما شركة الكهرباء نفسها فأن العتب مرفوع عنها ولا يبدو اصلا ان من مصلحة هذه الشركة ان تنتهي ظاهرة الكهرباء المفلوتة لان ذلك سيحرمها من اهم مبرر للابتزاز والحصول على الميزانيات المجانية الطائلة التي يتم حرقها في الهواء..
ألا ان هذا لا يعفي عباد الله المؤمنين من مسئولية واثم التبذير الذي نهت عنه الاية الكريمة بذلك الوصف الشنيع، ونسئل الله العفو والعافية وان لا يؤخدنا بالمبذرين والفاسدين والجاهلين..
.

الأكثر قراءة

مساحة إعلانية

المزيد من الأخبار

القائمة