أ . عبدالرزاق الداهش
ماذا يفكر الليبي؟
المرتب الهزيل الذي يمكن ان يقضم العلاج نصفه.. السيارة التى صارت مكلف..البيت ومفاجأته غير السارة، واسئلة كل يوم.
ولكوننا شعوب هذه المنطقة الماضوية، فكلما واجهتنا مشكلة في الحاضر، ننبش له على حل من مستودعات الماضي.
فهل سألنا ذات حيرة: اين شركة كوداك عملاق عالم التصوير؟ أو نوكيا لاجهزة الهاتف المحمول؟
شركات تنقرض، وملايين العمال يصبح الشارع رب عملهم الوحيد، وتقلبات غير مسبوقة في عالم يعاند المستحيل.
المشكلة ليست فقط في خسارة وظيفة، ولكن في خسارة جهد، ووقت ضاع بين اسوار المدارس، في تعليم، وتكوين، وتأهيل الملايين من الفنيين.
عمر الشركات تقلص إلى الربع، حيث لا توجد شركات متعثرة تتوسد ذراع دولة ريعية، بل توجد مقبرة نهاية صلاحية.
الهاتف النقال الذي دخل علينا ونحن نتصور انه لا شيء يمكن أن يجيء بالاخبار إلا هدهد سليمان، صار محاميا، وتاجرا، ومرشدا سياحيا، وطبيبا حتى.
ثمانية أعشار المحامين في امريكا، لم يجدوا زبونا واحدا بفضل تطبيقات على الهاتف، يمكن تعطيك أفضل الاستشارات، في اسرع وقت، بتكلفة لا تذكر.
سيكون طبيبك في جيبك، حيث يمكن للنقال اجراء 200 تحليل طبي، وتحرير روشيتة العلاج دون بهدلة السفر إلى جربة.
لن يكون هناك مكانا للطيارين مع الطائرات ذاتية القيادة، وينسحب الكلام نفسه على سائق التاكسي، والقطار، وموظف الجوازات، ووظائف أخرى.
مع انتشار السيارات الكهربائية، 90 بالمئة من ورش اصلاح السيارات ستختفي بمحركات من 20 قطع وليس 2000، كما تختفي محطات الوقود بطوابيرها المزعجة، بما في ذلك المعدة للتهريب.
شرطي المرور سيكون مكانه البيت مع ظهور المرور الروبوت، الذي يتحكم في حركة السير بدون ارتباك، ويحرر لك مخالفة مرور دون ان يسألك من أي قبيلة، وتشجع أي نادي.
هذا ليس فلم من الخيال العلمي، ولكنها حقائق امامنا في عالم الذكاء الاصطناعي.
ما هو مصيرنا نحن الذين مازلنا نعيش بأثر رجعي، ونجلس في هذا الزقاق الكوني نتسول من يشتري من الزيت الأسود، الذي ستتآكل ثلاثة ارباع قيمته خلال العشرة أعوام القادمة، ولن نطالب بزيادة مرتب ام يكون موجودا.
اسئلة كثيرة جديرة بأن نفتحها على انفسنا نحن أحد شعوب المستقبل الغامض.