عجز توليد الكهرباء الحقيقة الكاملة

م. عثمان لامبش

مع تزايد العجز في الشبكة العامة ليقارب 2000 ميغاوات تتعالى الاصوات مابين التشكيك في الأزمة والحلول المناسبة لها 
واهم ومخطئ من يعتقد انه لايوجد عجز وأن الامر مفتعل , وهدا امر لايجب ان نتطرق اليه اطلاقا , فالمفتعل هو الفساد وغياب الدولة والقانون,ويبقى ان نشخص الأزمة وماهي الحلول .

بكل بساطة تستهلك ليبيا ماقيمته 7200 ميغاوات كحد اقصى , بينما لايزيد انتاجها عن 5700 ميغاوات في احسن الأحوال ,, اذا نحتاج استحداث اكثر من 2000 ميغاوات لسد العجز , اي نحتاج لمحطات جديدة وهدا ماتم التعاقد عليه فعلا ولكنه لم ينجز من 2011 الى الآن لأسباب مختلفة ومنها :

1/ الحروب القائئمة من 2011 والى اليوم , من فجر ليبيا الى حرب الجنوب الى حروب سرت نهايتا بهذه الحرب الأخيرة .
2/ فشل الحكومات المتعاقبة في فرض الأمن وخصوصاً في العاصمة طرابلس , فلا يكاد يخلو شهر الا وتحدث اشتباكات بين المليشيات ويتم قصف مطار معيتيقة وهو المطار الوحيد وذلك بعد حرق مطار طرابلس , الأمر الذي اعطى ذريعة للشركات الأجنبية بعدم الرجوع.
3/ المحاصصة والصراعات داخل الشركة العامة للكهرباء , واتخاد قرارات خاطئة والتركيز على توقيع عقود مشاريع محطات جديدة بدلاً من الأعتماد على توسعة المحطات القائمة مثلاً باعتبار التوسعة اقل تكلفة واسرع وقت , ومنها اهمال مقترح توسعة محطة الرويس الغازية الذي كان سيوفر 1000 ميغاوات في ظرف ستة اشهر فقط , وبتكلفة 250 مليون دولار فقط .
4/ فشل الشركه والدوله معا في تحصيل ايرادات للشركه بعد عزوف المستهلكين عن السداد ، وتحميل الخزينة العامه مبالغ كبيرة جدا ، ولو فرضت الدوله ضريبه 1% للكهرباء فقط عن كل مرتب كانت ستوفر 250 مليون دينار سنويا للشركه العامه للكهرباء .

وهذه هي مشاريع المحطات التي تم التعاقد عليها من قبل 2011 :
1/محطة اوباري الغازية بسعة 640 ميغاوات , وقد بلغت نسبة الانجاز بها قرابة 98% وقد تم تشغيلها بنصف طاقتها وحالت الحرب دون استكمالها بالكامل .

2/محطة غرب طرابلس البخارية بسعة 1400 ميغاوات , تم التعاقد عليها من 2010 وهي كفيلة بسد العجز في العاصمة طرابلس ولكن للأسف المشروع لايزال متوقف , وتزامن زيارة وفد من الشركة الكورية المنفدة للمشروع في اكثر من مرة مع اشتباكات في مطار معيتيقة الأمر الذي ارغم الشركة على عدم الرجوع واستئناف العمل , علما بأن الشركات المتعاقد معها استلمت 80% من قيمة العقد البالغ مليار و 800 مليون دينار .

3/محطة سرت البخارية بسعة 1400 ميغاوات , وقد بلغت نسبة الانجاز 60% وقد نحتاج الى سنة ع الاقل لاستكمالها .ولكن وللأسف لاتكاد تمضي سنة حتى تشهد سرت حرب طاحنة من 2011 الى يومنا هذا .
هده المحطات الثلاثة فقط كفيلة بحل مشاكلنا في السنوات المقبلة ع الاقل , وافضل بكثير من المشاريع الجديدة المتعاقد عليها والتي لم تبدأ اصلا لنفس الاسباب وهي محطات طبرق ومصراتة وطرابلس الغازية , والتي لم يراعى فيها ايضا توفر مصادر الوقود والغاز .ويبقى الحديث عن اي خيارات اخرى هو خسارة اموال ووقت .
الحلول المقترحة والغير صحيحة :
_ استئجار محطات عائمة :فالمحطات العائمة مثلا تنتج اكبر محطة عائمة في العالم كاقصى حد اقل من 400 ميغاوات , وايضا تحتاج لموانئ خاصة وخطوط نقل ومحطات تحويل , ولو فرضنا اننا نمتلك تلك المواني فنحن نحتاج الى اربع محطات عائمة ع الاقل وبسعة 1800 ميغاوات , علما بأن سعر ايجار الكيلوات ساعة 6 سنت , اي سندفع 77 مليون دولار اجرة الشهر الواحد ( واحسب كم نحتاج شهر ايجار ) .اي مايعادل نص مليار دينار ليبي , وهو ثمن محطة توليد غازية بسعة 500 ميغاوات .

_ المحطات المجرورة : وهي محطات صغيرة وقدرتها محدودة لاتتجاوز 50 ميغاوات , تستخدم في حالات الطوارئ كالزلازل مثلا لتوفر الطاقة للأماكن المهمه كالمستشفيات والوزارات ،وايضا للمناطق النائية وليست لدولة باكملها .

والآن للأسف لاتوجد حلول سريعة للأزمة ولكن على جميع مدن غرب ليبيا خصوصا تقاسم الأزمة مع العاصمة طرابلس , وخصوصا المدن التى بها محطات التوليد الرئيسية وهي محطة مصراتة , محطة الزاوية , محطة الخمس , محطة الرويس ,, فلوا ان كل محطة اعطت للعاصمة 250 ميغاوات فقط ستوفر 1000 ميغاوات للعاصمة , اضافتاً ال 500 ميغاوت التى تنتجها محطة جنوب طرابلس وبهدا سيكون العجز في العصمة 500 ميغاوات فقط بدلا من 1500 .
الخلاصة لن تستقيم الامور حتى يستتب الامن والقانون ورجوع الشركات المنفدة , ومحاسبة الفساد وتوحيد المؤسسات , ومسائلة كل مسؤل عن كل قرار وعن كل درهم وعن كل ثانية قضاها في منصبه , وايضاً عدم التوقبع عن اي مشاريع كبيرة دون موافقة كل جهات الدولة الرقابية والتشريعية والتنفيدية

الأكثر قراءة

مساحة إعلانية

القائمة