قال مدير مكتب محافظ مصرف ليبيا المركزي بطرابلس “عبد اللطيف التونسي” إنه في ظل إغلاق النفط وهو مصدر الدخل الرئيسي للدولة يجب خفض الترتيبات المالية لعام 2020 إلى الحد الأدنى بحيث لا تتجاوز 35 مليار دينار.
وأوضح “التونسي” في تصريح لقناة ليبيا الأحرار نقلنا نصه أن إغلاق الحقول والموانيء النفطية هو كارثة حقيقية على الاقتصاد الليبي ويهدد بشكل كامل حياة الليبيين، مضيفا أن سيناريو إغلاق الموانيء النفطية لم يكن مستبعدا بالنسبة لإدارة المصرف المركزي بعكس الحكومة التي لم تكن جاهزة لذلك بدليل أنها قدمت ميزانية تناهز 50 مليار دينار رغم هذه الظروف ودون أخذ الاعتبار بتبعات إغلاق النفط.
مضيفا أن الحل الذي يجب أن تتبعه الحكومة الآن يتمثل في خفض الإنفاق العام إلى أدنى المستويات والاقتصار فقط في الترتيبات المالية لسنة 2020 على النفقات الضرورية التي لا مناص منها، وهي الحد الأدنى من الأجور والمرتبات في الباب الأول، والحد الأدنى من النفقات التشغيلية في الباب الثاني، والاقتصار على برامج ومشروعات التنمية التي لا مناص منها مثل دفع نفقات الطلبة الدارسين بالخارج أو الكتاب المدرسي للسنة الجديدة، كما يجب اتخاذ إجراءات حقيقية فيما يتعلق بمعالجة الإخفاقات في الباب الرابع وهو باب الدعم وتخفيضه إلى الحد الأدنى.
مشيرا إلى أن المركزي اقترح على الحكومة بعض الإجراءات المصاحبة وأهم هذه الإجراءات الاقتصار على دفع المرتبات الأساسية وإيقاف المكافئات وعلاوات العمل الإضافي والترقيات بشكل استثنائي لهذه السنة كما طالبنا برفع الدعم التدريجي أو الكلي عن المحروقات إضافة إلى رفع الدعم عن الكهرباء وتحسين سبل الجباية فيما يتعلق بالجمارك والضرائب والكهرباء.
معرجاً على أن استمرار إغلاق النفط لفترة طويلة سيؤدي إلى إجراءات احترازية من قبل مصرف ليبيا المركزي للحد من استخدام النقد الأجنبي المتاح للأفراد سواء للتجار أو للأغراض الشخصية وذلك سيترتب عليه ارتفاع في مستويات الأسعار وسنشهد عودة الطوابير أمام المصارف وكثير من المؤشرات الاقتصادية التي شهدت تحسنا خلال العامين الماضيين ستشهد عودة للتدهور من جديد.
وبخصوص منحة أرباب الأسر قال إنه لا يمكن للمصرف المركزي أن يستمر في السياسة التوسعية المتعلقة بإنفاق النقد الأجنبي كما كان عليه الحال قبل إغلاق الحقول والموانيء النفطية، مشيرا إلى أن منحة أرباب الأسر كلفت السنة الماضية قرابة 7.5 مليار دولار وأنفقت وفقا للسعر الرسمي وكان إجمالي الإنفاق من العملة الصعبة السنة الماضية حوالي 24 مليار دولار عندما كانت الإيرادات النفطية حوالي 22 أو 23 مليار دولار وهذا يعني أن المركزي استخدم جزءًا من احتياطياته.
وقال التونسي نتكلم عن إنتاج مستوياته تقارب الصفر تقريبا وبالتالي فأي إنفاق من العملة الصعبة يعني أن المصرف المركزي سيغطي هذا الإنفاق من احتياطياته والتي هي متراجعة أصلا منذ سنة 2013 إلى ما قبل السنتين الماضيتين بشكل كبير تأثرا بإغلاق الحقول والموانيء في المرة السابقة، والاقتصاد الليبي يعتبر منكشفا على العالم تقريبا بشكل 100% ونحن نصدر النفط فقط ونستورد في كل شيء وبالتالي فإن تمويل استيراد الحاجات الأساسية يحتاج لاستخدام الاحتياطيات والمصرف المركزي سيكون متحفظا جدا في اللجوء إلى استخدام هذه الاحتياطيات إلا لتغطية الأغراض الضرورية جدا.