أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في الآونة الأخيرة عن عزم إدارته الإفراج عن 180 مليون برميل من النفط من الاحتياطي البترولي الإستراتيجي، لمواجهة الضغط الاقتصادي الناجم عن ارتفاع الأسعار بسبب التضخم والحرب الروسية على أوكرانيا.
سيتم الإفراج عن النفط من الاحتياطي البترولي الإستراتيجي وفق إعلان بايدن بمعدل مليون برميل يوميا لمدة 6 أشهر، وهي خطوة وصفتها الإدارة بأنها الأكبر على الإطلاق في تاريخ الاحتياطي.
وقال بايدن في إعلانه “هذا جسر في زمن الحرب لزيادة إمدادات النفط حتى يزداد الإنتاج في وقت لاحق من هذا العام، وهو إلى حد بعيد أكبر إفراج من احتياطينا الوطني في تاريخنا، وسيوفر كمية تاريخية من الإمدادات لفترة تاريخية من الوقت، جسر مدته 6 أشهر حتى فصل الخريف”.
وإجمالا، من المتوقع أن تؤدي جهود الإدارة إلى انخفاض بسيط في أسعار الغاز حوالي 10 إلى 20 سنتا للغالون الواحد.
ما الاحتياطي البترولي الإستراتيجي؟
يفصل موقع “ذا هيل” قصة أصل احتياطي النفط بأنه النفط الخام لحالات الطوارئ، حيث تم بناء الاحتياطي البترولي الإستراتيجي وتطويره لتخزين ما يصل إلى 714 مليون برميل من النفط الخام للاستخدام في حالات الطوارئ، وفقا لوزارة الطاقة.
تم إنشاء الاحتياطي الإستراتيجي في سبعينيات القرن الماضي كرد فعل للصدمات النفطية، إذ في ذلك الوقت، خفضت الدول العربية الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) الإنتاج احتجاجا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حرب أكتوبر الأول 1973، وفقا لجامعة ييل.
وتم بناء الاحتياطيات في 4 مناطق تصطف على ساحل الخليج: براين موند-تكساس، بيغ هيل-تكساس، ويست هاكبيري- لوس أنجلوس، وبايو تشوكتاو- لوس أنجلوس.
تم تخزين براميل النفط تحت الأرض في كهوف مالحة، لأن تلك البيئة توفر أفضل حماية للوقود وهي الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتخزينه، وذلك وفقا لوزارة الطاقة.
وتحتوي الاحتياطيات على ما مجموعه 60 كهفا، يبلغ حجم كل منها 200 قدم في القُطر و2500 قدم في الارتفاع، وتتمتع الكهوف بسعة كبيرة ويمكن أن تستوعب ما بين 6 ملايين و27 مليون برميل من النفط الخام، وتم اختيار المواقع بسبب سهولة ربط النفط بشبكة نقل النفط التجارية في البلاد.
متى يتم استخدامه ومن الذي يمكنه الإفراج عنه؟
تستخدم الولايات المتحدة احتياطياتها في حالات الطوارئ عندما تضرب الأعاصير البلاد أو عندما تحدث اضطرابات كبيرة في سلسلة التوريد على سبيل المثال، ويتم التحكم في مخزون النفط من قبل وزارة الطاقة ويتم الإفراج عنه بتوجيه من الرئيس.
وقد أنفقت وزارة الطاقة حوالي 25.7 مليار دولار على الاحتياطيات، مع 20.7 مليار دولار تذهب إلى النفط الخام و5 مليارات دولار تذهب إلى المرافق.
وقبل إعلان بايدن، أفرجت الولايات المتحدة في مارس الماضي عن 30 مليون برميل من النفط من الاحتياطي.
كيف يمكن أن يؤثر الإفراج عن الاحتياطي النفطي على بايدن والديمقراطيين؟
أثر الارتفاع السريع في أسعار النفط سلبا على شعبية الرئيس، كما أن الأسى الذي يشعر به الأميركيون بخصوص ضخ الغاز قد وضع عقبة أخرى أمام المشرعين الديمقراطيين الذين سيعاد انتخابهم في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.
ومن جانبهم، هاجم الجمهوريون بايدن وحزبه بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
وقد حمّل بايدن شركات النفط المسؤولية عن هذا الارتفاع، لكن العديد من الأميركيين ينظرون إلى الزيادة على أنها نتيجة لسياسات الرئيس، ووجد استطلاع حديث للرأي أن 41% من الأميركيين يعتقدون أن سياسات بايدن الاقتصادية هي السبب وراء ارتفاع تكاليف الوقود، وإذا أدى الإفراج عن احتياطي النفط إلى انخفاض الأسعار، فقد تكون هذه الخطوة فوزا سياسيا لبايدن والديمقراطيين.
وقال بايدن مؤخرا “بين زيادة الإنتاج على المدى القصير وخفض الطلب على المدى الطويل، يمكننا تحرير أنفسنا من اعتمادنا على النفط المستورد من جميع أنحاء العالم”.