عبدالحكيم التليب
حد ا خوة يتسائل: ما هو نوع “العجلة” في تونس؟! والمقصود بالسؤال هو طبعا ما هو نوع تركيبة الدولة التونسية؟ اجابة قد تحتاج الى منشور طويل أو ربما دراسة علمية، وأنا لا أزعم أنني خبير أفي الشؤون التونسية أو مطلع بما فيه الكفاية على تركيبة الدولة التونسية، ولكن هذه بعض الملاحظات والخواطر من خلال ما يتوفر لدي من إطلاع محدود: الذي أعتقده هو أن تركيبة الدولة التونسية ليست “مربعة” بالصورة الكارثية المأساوية كما هو الحال في ليبيا، ولكنها أيضا ليست مستديرة وطبيعية بالصورة التي ينبغي ان تكون عليها، ويمكننا القول أنها تركيبة “مضلعة ” تتكون من ستة او ربما ثمانية أضلع وتقع تقريبا في الوسط بين العجلة المربعة الخرقاء التي لا تدور، وبين العجلة الطبيعية المستديرة !!!
الواضح أن تونس حققت نتائج أفضل بمراحل طويلة مقارنة بالدول المجاورة، رغم شح وقلة الموارد في تونس، ولا مجال للمقارنة بين مستوى النجاح النسبي في تونس والفشل الكارثي في بلدان مجاورة مثل ليبيا أو مصر أو حتى الجزائر. ولكن، وفي المقابل، النجاح التونسي يبدو ضئيل ومتواضع وهامشي اذا كانت المقارنة مع دول مثل سنغافوره او ماليزيا او كوريا الجنوبية، أو حتى تشيلي أو الأورغــوي في أمريكا الجنوبية، وهـذه كلها دول لا تختلف ظروفها وإمكانياتها الطبيعية كثيرا عن تونس، بل من الممكن القول ان تونس يتوفر لها ظروف طبيعية وديموغرافية أفضل كثيرا من أغلب هذه الدول، فتونس تمتلك موقع جغرافي مثالي لا تمتلكه أيا من الدول المذكورة، وتمتلك تجانس سكاني فريد، وموارد طبيعية لا يستهان بها خاصة عند مقارنتها بشبه جزيرة صخرية قاحلة مثل سنغافوره أو ببلد معقد ومتعدد الأعراق مثل ماليزيا، أو بلد بعيد في أقصى الأرض مثل تشيلي. السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي حققته توانس من أكثر من 70 سنة من الإستقلال والإستقرار النسبي؟ والمقصود ليس التقليل من مستوى النجاح التونسي النسبي، خاصة بالمقارنة مع الفشل الكارثي في الدول المجاورة، ولكن المقصود هو وضع التجربة التونسية في موقعها المناسب بدون إفراط ولا تفريط والإستفادة من دروس هذه التجربة. بإختصار وفي تقديري الشخصي فأن تونس حققت الكثير وهي تبدو في وضع أفضل من أغلب دول المنطقة، ولكن كان بإمكانها ان تحقق أكثر، ولا يزال أمامها طريق طويل، وتحتاج بالتأكيد الـى الكثير من الإصلاحات والتغييرات الكبيرة على المستوى البنيوي الهيكلي لكي تحقق مستوى النجاح الذي يؤهلها للحاق بركب دول المواطنة الحديثة. المشروع: #الإنتقال_من_دولة_الإقطاع_الى_دولة_ المواطنة الوسيلة أو الأطار العملي: #مبدأ_الحكومة_الصغيرة #إعادة_الوطن_الى_أهله