الدوحة 8 سبتمبر 2020 (شينخوا) دخلت قطر موسوعة غينيس للأرقام القياسية مؤخرا بأكبر خزان لمياه الشرب في العالم، من خلال مشروع خزانات المياه الاستراتيجية الكبرى، الذي تشارك في بنائه مجموعة (قه تشو با) الصينية للطاقة والإنشاءات، ما يمثل علامة فارقة أخرى في مسيرة التعاون بين الصين وقطر.
وأفادت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) بنهاية أغسطس الماضي، أن موسوعة غينيس للأرقام القياسية ذكرت في موقعها الرسمي أن الخزان يبلغ طوله 300 متر وعرضه 150 مترا وارتفاعه 12 مترا، ويصل حجم التخزين الفعلي فيه إلى 436600 متر مكعب، وهو ما يمكن قطر من تحقيق رقم قياسي عالمي جديد، إضافة الى تعزيز الأمن المائي الاستراتيجي للبلاد.
وقال وانغ شاوهوا مدير قسم مشروع خزانات المياه الاستراتيجية الكبرى لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الثلاثاء) إن مجموعة (قه تشو با) الصينية للطاقة والإنشاءات تنفذ القسم “E” لمشروع الخزانات.
ويتضمن محتوى البناء في هذا القسم بشكل أساسي حوضين كبيرين للغاية ومحطة ضخ كبيرة مضغوطة، وخطوط أنابيب جانبية ومشروعات ملحقة ذات صلة، بحسب وانغ.
وأضاف وانغ أن هذا القسم كأحد المكونات المهمة للمشروع يتحمل مسؤولية مهمة لتحقيق الربط الكامل لشبكة خطوط أنابيب المياه في قطر وتوفير المياه للمدينتين الصناعيتين الرئيسيتين في شمال وجنوب البلاد.
ومن المعروف أن المناخ في قطر صحراوي، وهناك نقص حاد في المياه العذبة، ومع التطور الاقتصادي السريع في البلاد، فإن الصناعة والزراعة والحياة في البلاد تتطلب بشكل متزايد المياه العذبة.
ومن أجل ضمان الأمن المائي، أطلقت قطر عملية بناء مشروع خزانات المياه الاستراتيجية في أبريل العام 2015.
ويتضمن هذا المشروع خمسة أقسام لخمس مناقصات ” أيه” و”بي” و”سي” و”دي” و”إي”، وتتكون أجزاء البناء أساسا من تحلية المياه، وتخزين المياه، وتوصيل المياه، ومشروعات توزيع المياه.
وسيرفع هذا المشروع عند اكتماله إلى حد كبير قدرة قطر في إمدادات المياه وتخزينها، إلى جانب حفز التنمية الاقتصادية الشاملة للبلاد، كما سيوفر المياه النظيفة لبطولة كأس العالم عام 2022.
وقال وانغ “يعتمد المشروع معايير أوروبية وأمريكية للبناء، وله متطلبات صارمة للغاية للتصميم الهندسي والبناء والإدارة، وفي الوقت نفسه، نظرا لارتفاع درجة الحرارة والظروف البيئية المحلية القاسية، فمن الصعب تنفيذ المشروع طبقا للمواصفات القياسية للمالك”.
وأوضح أن جدار تحويل المياه يبلغ طوله 300 متر، فيما يبلغ طول كل مستودع صب 14.2 متر، وارتفاعه 11 مترا، وعرضه 0.4 متر فقط ، وهو عميق وضيق وبه قضبان فولاذية كثيفة وسطح عمل شديد الارتفاع ورقيق الجدران، وفي هذه الحالة يصعب على الخرسانة الوصول إلى قاع المستودع بشكل كاف.
لكنه أشار إلى أنه ومن أجل سلاسة البناء، نفذ قسم المشروع بفعالية ابتكارات تكنولوجية، وأجرى ستة اختبارات محاكاة من خلال تحسين نسبة مزيج الخرسانة مع استكمالها بهزازات خارجية وعوامل معالجة جديدة لتتغلب على درجة الحرارة العالية وجفاف الصحراء تحت سطح العمل المعقد، وذلك لضمان تنفيذ المشروع وجودته.
من جانبه، قال شو هان بينغ نائب المدير التنفيذي لقسم المشروع، إن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في قطر سبب عراقيل كبيرة للمشروع من حيث وصول الأفراد والمعدات والمواد، ما أدى إلى إبطاء الجدول التنفيذي الطبيعي للمشروع إلى حد ما.
وأضاف شو أنه من أجل ضمان تقدم وجودة المشروع، غيّر القسم المختص تفكيره وتنسيق قوة عمل الفريق، وأطلق العنان لحماس الموظفين، وركز على الوقاية من المرض ومكافحته وتعزيز الإنتاج والبناء، لتكون النتيجة أن المشروع تغلب على التأثيرات السلبية للمرض، وكان التقدم العام سلسا ، وحاز على الثناء والتقدير.
ويرى محمد المصري المدير الفني للمشروع أنه مقارنة بأقسام العطاءات الأربعة الأخرى التي بدأت الإنشاء في الوقت نفسه، فإن جودة مشروع مجموعة (قه تشو با) الصينية هي الأفضل.
ولفت المصري إلى أن هذا يدل بالفعل على جودة التقنيات الصينية والقدرة الفائقة التي وصلت إليها الصين.
وكانت مجموعة (قه تشو با) الصينية للطاقة والانشاءات قد فازت بمناقصة القسم ” E ” من الخزانات في مارس العام 2015، بقيمة تعاقدية بلغت 2.4 مليار يوان، وفي الوقت الحاضر تم الانتهاء تقريبا من مشروع الخزانات بشكل أساسي.
ومن الجدير ذكره، أن مشاركة الشركات الصينية في المشروعات القطرية الحيوية لا تقتصر على مجموعة (قه تشو با)، إذ ساهمت شركات أخرى في مشروعات كبرى في قطر في إطار التعاون بين البلدين، ومن أبرز هذه المشروعات استاد لوسيل الاستاد الرئيسي وأكبر ملاعب بطولة كأس العالم 2022، ومطار حمد الدولي، وميناء حمد