موانئ تصدير النفط والغاز هي جهد خارق لجيل استثنائي

د. محمد أحمد

تعود ليبيا لتصدر النفط والغاز بعد أشهر من التوقف. يرتفع الإنتاج باضطراد بفضل جهود كبيرة من الفنيين والمهندسين الليبيين الذين عاشوا في ظل الصناعة النفطية الليبية. يعتمد هؤلاء المجاهدون على جهد من سبقهم وأعد لهم قاعدة صلبة وبنية تحتية محكمة لصناعة نفطية متطورة وحديثة بعد تأميمها. بعد انهيار الاتحاد السوفييتي انخفض الإنتاج الروسي من 11 مليون برميل يوميا إلى أقل من 3 مليون برميل يوميا نتيجة للاضطرابات العمالية والفنية. بعد استقرار روسيا السياسي احتاجت إلى أكثر من 5 سنوات لتعود تدريجيا إلى الضخ بمستويات ما قبل الأزمة. كانت مشكلة الروس في إعادة الإنتاج إلى طبيعته هو تهالك البنية التحتية للصناعة من خطوط أنابيب ومضخات وتسهيلات التخزين وموانئ التصدير. احتاجت روسيا إلى التنازل لشركات عالمية للنفط مثل بريتش بتروليوم وأكسون لتمويل استثمارات إصلاح النظام البترولي.
في خلال العشر سنوات الماضية واجهت ليبيا أزمات سياسية متعددة تم فيها أجبار رجال الصناعة على أقفال الصمامات وإيقاف الإنتاج. ولكن بعد كل عودة للإنتاج يرتفع في أيام معدودة ليصل إلى معدلات ما قبل الإيقاف وبسلاسة ملحوظة. الفضل يرجع بدون شك لصلابة البنية التحتية للصناعة النفطية والتي تجعلنا نترحم على أولئك السابقون الذين خططوا وبنوا في ظل ظروف عصيبة وتحت حصار تجاري وسياسي دولي طويل بنية قادرة على الصمود، رغم كل ما ألحق بها من دمار وفساد نتيجة الصراع.

أتقدم بالشكر لذلك الجيل الاستثنائي اللهم جازيهم خيرا بمجهودهم وعملهم.

الأكثر قراءة

مساحة إعلانية

القائمة