مَـــقالْ / د.محمد أحمد الشحاتي
ترددت كثيرا قبل أن أكتب على هذا الخبر. هل تصدقون أن بعض المضاربين المغامرين قد وضعوا رهانات خيارات تصل إلى 250 دولار/للبرميل على ما يصل إلى 5 مليون برميل. لا بد من التأكيد أن خيارات الشراء تنمح المتداولين الحق – ولكن ليس الالتزام – بشراء الأصول بسعر معين، ما يسمى بسعر الإضراب، بحلول تاريخ معين.
بالرغم من أن ذلك لا يزال في طور المضاربة البحتة ألا أن المنطق الرياضي نوعا ما يؤيد وجهة نظرهم بقوة. سعر الغاز الطبيعي الفوري وصل إلى 200 دولار للبرميل أي أكثر من ضعف سعر النفط ولايزال يمتنع عن الانخفاض. المنطق الرياضي يقول أما أن ترتفع أسعار النفط إلى أكثر من هذا المستوى أم تنخفض أسعار الغاز الطبيعي على الأقل لتكون متساوية مع النفط.
الجميع بقيادة البنوك الاستثمارية يزداد تأكدا من أن العالم قد دخل بالفعل إلى الدورة الاقتصادية العملاقة وأن أسعار السلع ستشهد قفزة تاريخية بداية من أسعار مصادر الطاقة، بنك أوف أمريكا يتوقع أن يصل سعر النفط إلى 120 دولار للبرميل وبنك جولدمان ساكس المتنبئ الأصح يمسك توقعاته إلي الآن ويتوقع الجميع أن يخرج بمفاجأة من العيار الثقيل ستهز الأسواق النفطية بشدة.
لعلكم تتساءلون ما سر ترددي في نشر الخبر أو إذاعته.
السبب هو الخشية من تشجيع الحكومة على الافراط أكثر في الانفاق أملا في نهر الأموال القادم والذي قد لا يأتي أبدا أو قد ينحرف في مجاري أخرى خصوصا انفجار التكاليف أو انفجار أسعار المواد الغذائية وغيرها.