مَــقالْ / د. إبراهيم موسى قرادة
مبروك وشكرًا على وطنيتكم المنقطعة النظير، فاليوم وبحكمتكم الخارقة للعادة، نصل إلى اليوم 45 لإيقاف تصدير النفط- منذ 17 أبريل.
– ماذا يعني إيقاف تصدير ~ 600 ألف برميل نفط يوميًا في عمر الشعوب؟
– ماذا يهم ان يصل سعر برميل النفط إلى 114 دولار- متوسط استدلالي 110 دولار- من أجل الكرامة- ربما من ذاكرتهم صغيرة او قصيرة لا يعرفون ماذا يعني انخفاض سعر النفط؟
– وما تكون خسارة ~ 2.970 مليار دولار (600 ألف برميل يوميًا * 110 دولار * 45 يوم) أو = 14.400 مليار دينار؛ لنبين للعالم قوتنا وجبروتنا وهو يبكي من أجل رشفة بترول؟
~ 14.4مليار دينار هي أكثر بمليار دينار من مرتبات اربع أشهر لكل الليبيين (13.3 مليار دينار من يناير إلى أبريل 2022)
2.970 مليار دولار هي تقريبا 30٪ من مجمل استخدامات النقد الأجنبي العامة والخاصة (والبالغة عن نفس الفترة 10.860 مليار دولار) (ونصف ما نستورده في ثلث سنة) اي انه انفاق بـ”العجز” من رصيد الاحتياط.
كل هذه الخسارة العظيمة جعلت احتياطي النقد الأجنبي الليبي ينخفض إلى 45.900 مليار دولار، أي ما يكفي تغطية استيراد 28 شهر، أو عامين واربع اشهر، من غذاء ودواء وبنزين ومواد خام وقطع غيار للزراعة والصناعة والمياه والكهرباء- وربما أقل في ضوء موجة التضخم والغلاء التي يعيشها العالم، وفي ظل انفلات الإنفاق العام وتكاليف أبهة القيادة.
انها إنجازات مبهرة جدًا، غير مسبوقة في التاريخ، ولم يعرفها علم الاقتصاد ولم تدونها علوم السياسة؛ لدرجة أن هناك من يقول ومنتشيا: هو رائح-رائح؛ وربما متغنيًا: “بابوري رايح رايح .. بابوري جاي .. بابوري محمل سكر وشاي”.
وأسفاه يا وطني! فمرضك عضال ومضاعف، فهو وجع وهوان معًا، فيه الطبيب هو زارع الوباء، والدواء هو غرس الداء، وفيه الضاحكون الجلادون من ابنائك البررة الميامين؛ فلهم تعظيم سلام؛ والسلام هنا ان تسلم منهم ونسلم معك، إن تركونا، فبكائنا يضحكهم جدًا، وذلك مهم جدًا في تاريخ الشعوب، كرامة او ذلًا.
أعرف أن العديد لا يقرأ ولن يفهم ويجد إلا المصرف المركزي ومحافظه، لان شتمه ما يخوفش وما فيش ورائه مشاكل!