علينا أن نساعد تونس ولكن!!

عبدالرزاق الداهش

الاقتصاد التونسي في حالة سيئة، ومرشح للتدحرج إلى ما هو أسوا.
احتياطات المركزي التونسي تتراجع إلى أقل من مئة يوم التزامات توريد.
معدلات البطالة تحلق في ارتفاعات عالية، ومعها تزيد نسبة الفقر إلى ارقام غير آمنة، ومخيفة،
المحصلة أننا امام مشروع محتمل لسوق عمل للجريمة، والارهاب، وضرب الاستقرار، بما في ذلك الاجتماعي.
فكلما فقدنا فرصة عمل، كلما وفرنا فرصة ظهور لانتحاري، أو متطرف، أو شخصية إجرامية.
أيديولوجيا الموت موجدة، وبقوة، والفقر هو صالة ولادة لتفريخ الاحباط، واليأس، زد على ذلك التجرؤ، وهكذا نؤسس أسرع معهد لتخريج الإرهابيين، الذين لا يعترفون بحدود ليبيا، ولا حدود تونس، ولا جدران مقر المؤتمر الإسلامي في جدة.
ولهذا عندما نقول: بان استقرار ليبيا من استقرار تونس، أو العكس، فهذا ليس كلام علاقات عامة، بل حقيقة هامة، قد لا ندركها، ولكن ينبغي ان نتداركها.
ولهذا ايضا فحين نمد أيدينا إلى تونس، فهو بالضبط كما لو أننا نمد أيدينا لانفسنا.
بيننا وبين تونس أهم من المشترك الديني، والمشترك اللغوي، الحضاري، وهو الجامع الجغرافي.
فالدول تختار سياساتها، هويتها الاقتصادية، وتختار حلفائها، واصدقائها، ولكن جيرنها هم صدفة، وقدر جغرافي.
الذي دفع اوروبا لجمع نحو سبعمئة مليار دولار، في صندوق خاص لإنقاذ الاقتصاديات الهشة في دول منطقة اليورو، هو الجنرال جغرافيا.
إذن القصة ليست نمنح تونس أو لا نمنح، بل ماذا، وكيف نساعد انفسنا ونحن نساعد هذه الدولة الجارة، وليس حل ضائقة الحكومة.
قرص نقدي على الارجح سيذهب، في تمويل الانفاق الحكومي، كمرتبات، ومصروفات تسيير أخرى.
دعم تونس في منحها امتياز دولة أولى بالرعاية، وما يرتبه من تدابير تفضيلية في التوريد، في تشغيل الشركات، في شراء الخدمة.
يمكن ايضا اقامة منطقة حرة، تأسيس شراكات، لتحسين سوق العمل في تونس.
تونس في حاجة الى اصلاحات اقتصادية، على طريقة الجراحات المؤلمة، لا تستطيع حكومة عاجزة عن فتح طريق لشاحنة فوسفات انجاز هذه الإصلاحات.
تاريخ تونس في إدارة ديونها غير مريح، ولغير سبب واحد.
وتبقى السياسة في النهاية هي فن إدارة المصالح، وليست فن إدارة العواطف.

 

الأكثر قراءة

مساحة إعلانية

المزيد من الأخبار

القائمة